اغْمر قَلبَكَ بالحُزن ما اسْتَطَعت .. فَقَد انتُهِكَت المَحارِم !!

تاريخ التسجيل : 23/09/2010

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم الشريف

أيام تسير.. و معها تشتد حرقة الدمع على الخدود .. تحفر على الوجنات أودية من نار .. وكيف لا وقد قال حبيبنا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :

" إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا "

أيام قلائل .. وملحمة الطف تبكي أبطالها .. وحزن يتجدد في قلب البتولة .. يقطع أوصالها .. ألا لعنة الله على أمة قد أحبطت أعمالها .. تركت حسيناً في العراء أنيسه .. طيف الشهادة .. أجرها .. ومآلها ..

سلام الله عليك أبا عبدالله الحسين

الأخوة ،، الأخوات الأعزاء ،،

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد المجاهدين وحبيب رسول العالمين " الإمام الحسين عليه السلام " ، الذي نذر روحه قرباناً لدين الله ، ووهب الأمة العَبرة والعِبرة ، و خط لنا الدروس بحبر الدم ، فكانت الرؤوس كتباً على أسنة الرماح ، تتلو آيات النصر .

حوافر الخيل التي داست على صدر الحسين (ع) وهشمته سربت منه نوراً أهدى للشفق حمرته على مر الأزمان ، وهداية أسرجت في قلوب الناس وعياً وحقيقة.

حين أكتب .. يتعثر القلم في مشيته استحياء ، وجلاً من التقصير ، لا يدري أيضخ الحبر بكاءً على الحسين وآله ، أم يبصقه لعنةً على قتلته . أرى التشتت يغزوني من فرط الحزن وهول المصيبة ، وفي قريحتي كَلَمٌ يجول .

مع اقتراب يوم الحزن الأعظم ، أحببت توجيه بعض الكلمات لمحبي الحسين (ع) وآله – صلوات الله عليهم أجمعين - .

أعزائي :

1- عظم البلاء الواقع على أمة آل محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – بفقد ريحانة رسول الله ، يجعل الليل أكثر حلكة وسواداً ، وما من رداء يليق بهذا الحزن إلا السواد ، فاتشحوا به ، ولو وجد لونًٌ أكثر عتمةً منه لكان من الأفضل أن نرتديه تعبيراً عن شدة حزننا وهول مصابنا ، فتجنبوا ألوان الفرح فإن قلب الزهراء (ع) دامٍ ، وصدر حيدرة مولع ، ومحجر النبي يتدفق ، فكيف لنا أن نتلون ، والدنيا تَسْوَدُّ في هذه الأيام الثكلى.

2- لنتجنب كل ما يمت للفرح بصلة ، قولاً وفعلاً ، طبعاً وتطبعاً ، فابتعدوا عن المزاح والضحك بغير داعٍ ، وتجنبوا ارتياد أماكن اللهو في هذه الأيام العشرة – على الأقل – كدور السينما ، والحدائق وأماكن الألعاب الترفيهية ، فقد قال الإمام الرضا عليه السلام : " كان أبي ( يعني الإمام موسى الكاظم ) صلوات الله عليه ، إذا دخل شهر المحرم لم ير ضاحكاً ، وكانت كآبته تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام ، فإذا كان اليوم العاشر ، كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، ويقول : هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام ".

3- اتركوا الملذات المشروعة وما تعودتم عليه في أيامكم العادية من مظاهر للسرور والترفيه ، فتجنبوا أكل المكسرات والـ " بنك" ومضغ العلك عبثاً فإنها ليست من علامات الحزينين الذين ضاقت بهم الدنيا لأليم مصابهم ، وأي مصاب أعظم مما حلّ بالحسين (ع) وآله الأطهار من قتل وسبي وهتك للحرم !

4- اجعل التلفاز في بيتك ناعياً للحسين ، فليست هذه الأيام مناسبة لمشاهدة الأفلام والمسلسلات ، إلا ما هي تجسيد للوقائع التاريخية التي تذكرنا بالمصيبة ، فاستمع لخطباء المنابر ممن يرثون الحسين (ع) وآله وينعونه في مثل : الفرات ، الأنوار ، أهل البيت ، الكوثر ، العالم ، المنار ، المسار وغيرها مما تعرض برنامج مناسبة لحرمة هذا الشهر الفضيل .

5- في العاشر من محرم ، اتركوا السعي في حوائج دنياكم ، وتفرغوا لإحياء هذه الذكرى بزيارة الحسين (ع) والدعاء وسائر الطاعات ، فإنكم إن شغلتم أنفسكم بالدنيا لن تلقوا البركة في عملكم ، وقد قال الإمام الرضا عليه السلام : " من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء ، قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة ، ومن كان يوم عاشوراء يوم حزنه وبكائه ، جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره ، وقرت بنا في الجنان عينه "فطوبى لمن فعلوا ذلك !

6- أيها الموالي .. ابكِ بغزارة ، فإن لم تستطع فتباكى حتى تدمع عينك ، لتواسي الزهراء (ع) وتعزيها بفلذة كبدها ، فقد قال الإمام علي بن الحسين عليه السلام : " أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الإمام الحسين عليه السلام حتى تسيل على خده ، بوأه الله تعالى بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقابا " .

7- كثيراً ما نفرط في استخدام الهاتف لإرسال الرسائل القصيرة دون داعٍ أو فائدة ، فلا تستخسر أن تجعل ضمن رسائلك رسالة تعزية تعزي بها أخاك المؤمن ، وإن رأيت أحدهم فعانقه وكأنك فقدت أحداً من أهلك للتو وقل : " عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام ، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد عليهم السلام ".

8- لا يكن ذهابك لمجالس الإمام الحسين (ع) رياءً وسمعة ، فمفتاح القبول النية الخالصة لوجه الله ، ولا تجعل ذهابك طوعاً للعادة والتقليد ، فحضورك يجب أن يكون نابعاً من قلبك ، لا حضوراً خاوٍ من استحضار روحك وعقلك.

9- لا يجرك تعصبك أن تؤجج نار الفتنة بينك وبين أخوانك الموالين بشرارة يقدحها اختلاف العلماء بشأن بعض الشعائر ، بل كن خير ممثل للوحدة ، فجراحات جسد الإسلام في ازدياد فلا تنكأ الجروح .

10- لا تقدم ( المهم ) على ( الأهم ) ، ففرائضك أولى بالتأدية ، فلا تسهر بعذر قصد إحياء العزاء واللطم إلى صلاة الفجر ، وأنت تعلم أنك لن تستطيع الاستيقاظ لصلاتي الظهر والعصر ، وستؤديها قضاءً ، ففي لب المعركة ، وبين تطاير السهام صلى الحسين صلاته ، فكانت أرض كربلاء محرابه.

هكذا هو الحسين ، وعلى مثله فليبك الباكون ، وليندب النادبون ، وكل هذا في حقه أشبه بذرة رمل في بحر

قال الإمام الرضا عليه السلام : " إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال ، فاستحلت فيه دماؤنا ، وهتكت فيه حرمتنا ، وسبيت فيه ذرارينا ونسائنا ، وأضرمت فيه النار في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرمة في أمرنا . إن يوم الحسين عليه السلام أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذل عزيزنا ، فعلى مثل الإمام الحسين عليه السلام ، فليبك الباكون ، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام "

عظم الله أجورنا وأجوركم
السلام على الحسين ، وعلى أبناء الحسين ، وعلى أصحاب الحسين
اللهم صل على محمد وآل محمد

نسألكم الدعــاء

تاريخ التسجيل : 09/09/2010

كلام ثمين وجميل

يسلموو خوك

يعطيك الف عافيه على هالمواضيع

تاريخ التسجيل : 20/03/2011

لاام جميل
جدد الذكرى و المصيبة
جعله الله في ميزان حسناتك
و صحيح ما قلت
فجراحات جسد الإسلام في ازدياد فلا تنكأ الجروح .

　

تحياتي
حلم وردي‬❥