(القصة)


قصة قصيرة (الشيخ حسين الأكرف شيعني ) لأحد كتاب منطقة القطيف


كنت و على مداد حياتي لا أعرف من هم الشيعة ومن أين أتو وبمن يعتقدون . ربما لأن أهلي متعصبون وربما لأنني لم أبحث وربما لم تشئ الأقدار أن ألتقي بشيعي في مكان ما يفصح عن نفسه بدون سبب . لكن قبل سنتين وبعد ان تخرجت من الثانوية انتقلت إلى جامعة الملك سعود بالرياض لدراسة اللغة العربية . كنت عندما أخرج من شقتنا أسمع أصواتا غريبة عند جيراني



فلا هذه الأصوات بأغاني ولا أناشيد بل ماسمعته كان شيئا فيه من الحزن والمعاناة الشيء الكثير


استغربت كثيرا فلم أجد إلا أن أسأل أحد الأصدقاء فأجابني : هؤلاء قطيفيون شيعة يتوسلون بغير الله ويتعبدون بالمقابر ويبنون القباب فوق قبور أئمتهم وما سمعته كان شيئا من لطمياتهم .
أخذت بكلام صاحبي ولم أحاول التعرف على جيراني أو مخالطتهم مع أن هيئتهم تدل على أنهم أناس طيبون .
مع الوقت أخذ سمعي يعتاد على تلك اللطميات الغريبة فقررت إشباعا لفضولي التعرف على
جيراني ومعتقداتهم من باب التسلية ليس أكثر .
وفي أحد أيام الأسبوع رأيت الشباب عند مواقف السيارات فدعوتهم على العشاء في يوم هم
يختارونه لو فرضنا كانوا مشغولين في ذلك اليوم . وفعلا اختاروا يوما وحضروا فرحبت بهم واستضفتهم وبعد العشاء أخذنا بالحديث في مواضيع شتى فأخبروني بأنهم من إحدى مدن القطيف
وأنهم سادة يعود نسبهم إلى الإمام الحسن عليه السلام . فطلبت منهم أن يعرفوني ويعلموني ماذا تعني لهم تلك اللطميات الغريبة التي يسمعونها .
وتوالت الملتقيات على مدى أشهر وتدرجت أنا بالبحث فانقلب بحثي في الموضوع من تسلية إلى جد . طلب مني أحدهم أن أقرأ كتب المتحولون وأبحث فيها وهي للشيخ هشام آل قطيط .
فبحث فيها لعدة أشهر وفي غيرها كثيرا .
اقتنعت بمذهب الشيعة وأنهم على حق بعد مقارنتي لكتبهم وكتب السنة فرأيت كل الدلائل تشير
إلى أنهم الفرقة الناجية .
اتخذت في قرارة نفسي بأني سأتشيع لكن بعد تفكير عميق عدلت عن قراري وخفت من أهلي
وبما سأرجع به لهم .
طلبت من السيد كل جديد من اللطميات فكان يأتي لي كل فترة بشريط للشيخ حسين الأكرف .
فقدت عقلي من جمال صوت هذا الشيخ فطلبت من السيد أن يحدثني عنه
فأجابني : كنا نحن معظم شباب مدن وقرى القطيف غير مهتمين بالعزاء أكثر ما كانت اهتماماتنا
بالأغاني وما شابه ذلك لكن هذا الشيخ بصوته وأدائه وتصويره لقضايا أهل البيت عليهم السلام
انسحر الشباب خلف المواكب الحسينية فأصبح الكل يداوم على المواكب ويتابع العزاء ليس
فقط مع الشيخ بل وغيره الكثير الكثير .
طلبت منه أن نذهب للبحرين لنرى هذا الشيخ فحلف لي بأن ذلك صعب جدا لكنه وعدني بأن نحضر له ليلة عزاء في البحرين .
ومرت الأيام وازداد تعلقي بهذا المذهب وهذه المعتقدات وبعد وفاة والدي بأسبوع إذا باتصال
من السيد يخبرني بأن وفاة أم البنين اقتربت ويطلب مني الذهاب معه للبحرين .
وصلنا البحرين وذهبنا لذلك المكان وهو مأتم السنابس . تجمهر الناس ودخل الشيخ
أحسست عندها بإحساس غريب . قبل أن يبدأ الشيخ بقليل دخل صديقي بين المعزين وانا استندت زاوية لأراقب مايحدث أمامي . حدثني صديقي ونحن في الطريق عن الوضع في البحرين بشكل عام . عندما بدأ الشيخ وكان مستهل قصيدته :
سيذل الله كل المعتدين ــــــ ويعز العلماء الصالحين ــــــــ هكذا علمنا صبرك يا أم البنين
تعجبت من الكلمات بل تعجبت من عامة المعزين كيف يعزون . أجسادهم حاضرة وعقولهم في
عالم آخر في عالم القصيدة التي تحكي واقعا مريرا بعض الشيء .
بعد فترة قصيرة من رجوعنا لم أحتمل إ لا أن أكون أحد أبناء هذه الطائفة أحضرالمجالس
الحسينية وليالي العزاء في القطيف والبحرين . فبعد تلك الليلة تعلمت أوفهمت بأن للشيعة نهجا وخطا يسيرون عليه أما أنا فكانت حياتي مجهولة وعقيدتي كل شيء بها حرام وحرام وحرام .
تحدثت مع السيد فأرسل لي رقم أحد رجال الدين . تحدثت معه وأخبرته بما حصل لي وأنني أريد التشيع فعلمني وأرشدني بما أفعله .
وبعد أنتشيعت وأهداني الله لما يحب ويرضى أحببت أن أكتب قصتي باختصار وأنشرها فطلبت من السيد أن يدلني على مواقع التجمع الفكري فأخبرني ببعض المواقع منها شبكة راصدالأخبارية وغيرها من المواقع المشهورة ......
أتمنى من كل من يقرأ قصتي وله علاقة بالشيخ أن يوصل له تحياتي وسلامي فإ لم يكتب لي الله مقابلته على الأقل أن يصله سلامي .
كنت مترددا في بداية الأمر لكن عندما رأيت الشيخ وعامة الناس لم أرضى على نفسي أن أكون على مذهب غير مذهب أهل البيت عليهم السلام .


وفقنا الله وإياكم على طاعته والسلام .
ان شاء الله تعجبكم القصة لانها اعجبتني كثيرا قصة ولائية ومؤثرة في القلوب

منقوووله للآمانه