الرسالة الوثيقةفيأسلوبها الثاني ويليه البلسم المسطور في
الكوثر المهدوربقلم:
سلمان بن مبارك الجميعةالطبعة
الأولى ــــــــــــ
الإهداء أهدي هذا العمل إلى رسول الله الأمين
وخُلَفائه في العالمين صلوات الله عليهم سيما مَدَار الدَّهر ونامُوس العَصْر إمام
الزمان عجل الله فرجه الشريف، وإلى البضعة الطاهرة الصِّدِّيقَة فاطمة الزهراء
صلوات الله عليها، وإلى جميع مَن شَادَ الدِّينَ الحنيف، وفي طليعتهم أم البنين
والسَّادَة الأكابِر.. العبَّاس وزينب ابْنَي أمير المؤمنين وعليِّ الأكبر وسكينة
والرَّضِيع أبناء الإمام الحسين والقاسم بن الإمام الحسن وفاطمة المعصومة عليهم
السلام..
يا سادتي .. تَقَبَّلُوا هذا القَلِيل
بِحَقِّ الله عليكم.
خادمكم سلمان
ــــــــــــــــــالمقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي لا
يَبلغ مدحتَه القائلون ولا يُحصي نعماءَه العادُّون ولا يُؤدي حقَّه المجتهدون، ثم
أفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا وشفيع
ذنوبنا محمد بن عبد الله وآله الطيبين الطاهرين،وبعد..
كانت لي ذِكْرَى عزيزة مع أحدِ أساتذتي في
إحدى الجامعات، قد مَضَى عليها حَوَالَى بضع عشرة سنة، دَارَت بيننا حِوَارَاتٌ حَول
بعضِ عقائدنا نحن الشيعة الإمَامِيَّة الاثني عشريَّة، وقد وَفَّقني اللهُ جل وعلا
بعدها لكِتَابة رِسَالَةٍ إليه، وَضَعْتُها فيما بَعْدُ في كُتَيِّبٍ صغير،
عَنْوَنتُه بـ(الرِّسَالَة الوَثِيقَة
في ثَبْتِ لَفْتَةِ الحَقِيقَة) وهي عبارة عن رَوَافِد
لِصِحَّةِ بعضِ عقائدِنا مِن أهمِّ مَصادِر إخوانِنا العَامَّة وهو كتاب (صحيح البخاري) لإمَامِ الحديث عندهم محمد
بن إسماعيل البخاري، وقد وفقني الله الكريم لِذِكْر مَلاحِقَ وحَوَاشِي لِتَدْعَم
تلك الرَّوَافِدَ، وقد كانت عبارة عن روَاياتٍ كثيرة مِن كُتُب الصِّحَاحِ السِّتَّة
عند العامَّة، مع ما سَهّل اللهُ تعالى لي مِن التعليق عليها.
ويُمَثِّل مَا نقلتُه أَدِلَّةً على مَذهَبِ
الحَقِّ، وبَعْضُه يَشْتَمِل على إشَارَاتٍ عَقائديَّة أو فِقْهِيَّة لا
تَتَوَاءَم مَعَ مَذهَب العَامَّة عَامَّةً أو بعضِهم خَاصَّة، وهي تُمَثِّل
مُؤَيِّدَاتٍ لِلْحقيقة العقائدية.
وأضَفْتُ إلى الصِّحَاح الستة المُسْتَدْرَكَ
على صَحِيحَي البخاري ومسلمٍ لِلحَاكِم النَّيْسَابُوري، لِمَا اسْتَدْرَكَه
وذَكَرَه مِن رواياتٍ كثيرة كانت صحيحةً على شَرْطِ الشَّيخَيْن البخاري ومُسْلِم
أو أحدهما -في روايتهما للحديث- إلا أنهما لم يَرْوِيَاهَا في صَحِيحَيْهما.
وقَدَّمتُ بين يَدَي حَدِيثي مَا كَتَبَه
إمَامُ الجَرْح والتَّعْدِيلِ-عند العامَّة- أبو عبدالله شمسُ الدين الذهبي عن
الحاكم النيسابوري، وذلك في كتابه [تذكرة الحفاظ ج3 ص778]مِن طَبْعِ دار إحياء
التراث العربي،قال الذهبي:
(الحَافِظُ
الكبيرُ إمَامُ المُحَدِّثِين أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن محمد ابن حمدويه بن
نعيم الضبي الطهماني النيسابوري المَعروف بابن البيع،صَاحِب التَّصَانِيف).
وكَذا ما قالَه عنه ابنُ القاضي شهبة في
كتاب(طبقات الشافعية)ص193بعدما ذكرَ اسمَه:
(الحاكم
النيسابوري المعروف بابن البيع،صاحب المستدرك وغيره مِن الكُتب المشهورة...و قد
أَطْنَبَ عبدُ الغافر في مَدْحِه وذِكْر فضائله وفوائده ومحاسنه، إلى أن قال:
مَضَى إلى رحمة الله تعالى ولم يُخَلِّف بعده مثله).
وقَدَّمتُ هناك مَا قَالَه الحاكمُ في آخِر
خطبَةِ(مقدمةِ)كتابِه المستدرَك:
(...وأنا أَستعين اللهَ على إخْرَاج أحاديثَ رُوَاتُها
ثُقَاتٌ، قد احْتَجَّ بِمِثْلِها الشَّيْخان-رضي الله عنهما-أو أَحَدُهما. وهذا
شَرْطُ الصَّحِيح عند كَافَّةِ فقهاء أهل الإسلام:
إنَّ
الزِّيَادَةَ في الأسَانِيدِ والمُتُونِ مِن الثُّقَاتِ مَقْبُولَةٌ.والله المُعين
على ما قصدتُه وهو حسبي ونعم الوكيل).
وقلتُ بأَنّ الحاكمَ -في هذه العبارة- قد
شَهِدَ بأنَّ مَا سيذكره في مُسْتَدْرَكِه مُتَوَفِّرٌ على شَرْطِ الحَدِيثِ
الصَّحِيح عند البخاري ومسلم، أو عند أحدِهما على الأقلّ ألا وهو كَوْنُ رُوَاتِه
ثقَاتًا عندهما أو عند أحدهما، وإنْ لم يَرْوِيَاه. وشَهِدَ بِأنَّ شَرْطَ
الصِّحَّةِ هذا إذا تَوَفَّرَ في الحَدِيثِ فهو صَحِيحٌ، وإنْ زَادَت الأسانِيدُ
والطُّرُقُ إليه أو زَادَ نَفْسُ مَتْنِ وألْفاظِ و نَصِّ الحديث عمَّا يَرْوِيه
البخاري ومسلم أو أحدُهما في صَحِيحِه، فيمكن الاعتمادُ على غير ما في
الصَّحِيحَيْنِ أو الصِّحَاحِ السِّتَّةِ أو العَشْرَة، إذا كانت رُوَاتُها
ثقَاتًا عندهما أو عند أحدِهما.
بل إنَّ الحاكمَ
النيسابوري أطْلَقَ كَلامَه في أنه إذا تَوَفَّرَ شَرْطُ الصِّحَّةِ فإنَّ كافَّة فقهاء
أهل الإسلام يَقْبَلُونه-وإنْ لَم يُوجَد في الصَّحِيحَيْن-سواء كان على نهج
تَصْحِيحِ البخاري ومسلم أو على نهجِ غيرهما، فإنَّ العلماءَ والفقهاءَ كثيرون، ومَا
يَرَاه البخاري ومسلمٌ ثِقَةً قد لا يكون كذلك عند غيرهما، ومَا لا يَرَيَانِه
ثِقَةً فقد يَرَاه غيرُهما ثِقَةً أو فوق الثِّقَةِ بدرجات.
كلُّ ما مضى ذكرناه في الطبعة الأولى من
كتابنا(الرِّسَالَة الوَثِيقَة في ثَبْتِ لَفْتَةِ الحَقِيقَة) مع حاشيتها، وأما في الطبعة الثانية فقد تمَّ إضافةُ بعض الفوائد
والروايات، ومِن هذه الفوائدِ كتابةُ خاتمةِ نُسْخَةِ صحيح البخاري التي نَقَلتُ
منها رواياته، فقد كَتَبَ مُصَحِّحُه (ج8ص219)ما يلي:
{قد تم
بحمد الله جل ثناؤه طبع هذا الجامع الصحيح مع الشكل الجميل على وجه صحيح... بدار
الطباعة العامرة الغراء الكائنة في الفناء الشرقي من فروق البخراء... مُصَحَّحًا
بِالمقابَلَة مع المـَتْنَيْنِ المطبُوعَيْن في مصر القاهرة، المَشْكُول وغَيْر
المشكول بِالطبْعة الزاهرة الفاخرة في عهد (مولانا السلطان الغازي عبد
الحميد)...وقد صادف يوم اختتامه السعيد عشرين مِنْ شهرٍ عاشرُهُ عيدٌ مِن شهور سنة
1315 هـ...وأنا مُصَحِّحُه العبد المذنب المفتقر إلى الملك القدوس الغني محمد ذهني
غفر له مولاه ولوالديه...}.
وقد وَرَدَت في
مقدمة الطبعة هذه العبارة:
{أجْريَ
الطبع على ما شَرَحَ عليه العلامةُ أحمدُ بنُ محمد الخطيب العسقلاني إلا ما نَدرَ}.
وأما في الطبعة الثالثة لرسالتنا فقد تابعنا
عَرْضَ لَفْتَةِ و انْتِبَاهَةِ الحقيقة العقائدية بِإضافةِ بعضِ ما رواه عبد الله
بن أحمد بن حنبل عن أبيه إمام الحنابلة.
ونقلنا ما رواه عن أحمد بن حنبل في مسنده
مِمَّا نشرَتْه دار صادر. بيروت. لبنان، وطبع بهامشه كتاب كنز العمال للمتقي
الهندي.
وقدَّمتُ ما قاله مُصَحِّحُ هذه النسخة وهو
محمد الزهري الغمراوي في خاتمة المسند(ج6)ص 468:
(...أما
بعد،فقد تمّ بحمده تعالى طبْع كتاب مسند...وهو كتاب جمَعَ مِن السنة فأوعى فصار
أصلاً مِن أصول الدين ... فجاء بحمد الله كتابًا هو غرّة في جبين هذا العصر ودرة
ثمينة جاد بها الدهر وذلك بالمطبعة الميمونة بمصر المحروسة المحمية بجوار سيدي
أحمد الدردير قريبًا مِن الجامع الأزهر المنير إدارة المفتقر لعفو ربه القدير أحمد
البابي الحلبي ذي العجز و التقصير وذلك في شهر جمادى الثاني سنة 1313 هجرية على
صاحبها أفضل الصلاة وأتم التحية آمين).
وقد اشتملَت على مزِيد مِن روايات الصِّحَاح
والمستدرك وكذا من التعليق.
والآن أَفاض الله عليّ نعمةً ضافِيَة
فوَضَعْتُ رسالتي-بطبعتها الثالثة-في أسلُوبِها الثاني،فرتبته في تسعة فصول وخاتمة
وملحق، ولن تعدم الزيادة مِن التعليق بإذن الله تعالى. ولا شكّ أنَّ الكثير من
تعليقاتنا هي استفادات مِن علمائنا الأبرار.
أحمد الله رب العالمين، وأشكر مَن شَارَكَ في
إخراج هذا العمل، وأرجو أن يكون عملُنا هذا مُعِينًا على رَدِّ بعضِ الشبهات، وأن
يكون دَاعِمًا لِلوحدة بين المسلمين-ولا حُقُوقَ طَبْعٍ له- وأسأله تعالى أن يُرِينا
الحَقَّ حَقًّا حتى نتَّبِعَه، ويُرِينا الباطلَ باطلاً حتى نجْتَنِبَه، ولا
يَجْعَله علينا مُتَشَابِـهًا فَنَتَّبِعَ أهْوَاءنا بِغَيْر هُدى مِنه، اللهم صل
على محمد وآله سيما بقيتك في العالمِين إمام الزمان صلوات الله عليه.
سلمان بن
مبارك الجميعة المولد
الرضوي الشريف
11/11/1431هـ
|
|
ÊæÞíÚ ; تراب قبر فاطمة بنت أسد |
|