البحرين تنقسم الجزيرة العربية حسب ما كان شائعا عند العرب قديما إلى خمسة أقسام تتحدد بحسب طبيعتها الجغرافية، وهي: اليمن والحجاز ونجد وعمان والبحرين. والبحرين -قديما- عبارة عن منطقة تمتد حتى الأحساء، وتسمى أيضا "العروض" لاعتراضها بين اليمن ونجد والعراق. البحرين ما قبل التاريخ تاريخ مملكة البحرين تاريخ غني وعريق، فقد كشف علماء الآثار عن دلائل وشواهد تؤكد وجود حضارات قديمة عرفها هذا البلد، إذ كانت البحرين موطن حضارة مشهورة عند المؤرخين المحدثين تعرف بحاضرة "دلمون" المفقودة التي يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد والتي تسمى غالباً حدائق عدن الأسطورية، ووصفت "بالجنة" في ملحمة جلجامش.
تسميات تاريخية لمملكة البحرين 1- دلمون: ورد ذكر دلمون في الكتابات المسمارية القديمة التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وأثبتت التنقيبات الأثرية أن البحرين هي دلمون المشار إليها في تلك النصوص، وكانت بها مدن وقرى تعج بالحياة.
2- تايلوس: تايلوس وارادوس اسمان أطلقهما اليونانيون على جزيرتي (المنامة والمحرق) في القرن الثالث قبل الميلاد. وقد قاد القائد اليوناني نياخوس الحملة المرسلة من قبل الإسكندر الأكبر لاستكشاف المنطقة. وأضافت الاكتشافات الحديثة معلومات تاريخية مفيدة عن هذه الفترة. 3- أوال: سميت البحرين كذلك باسم "أوال" قبل العصر الإسلامي. والاسم يرتبط بإله لقبيلة وائل التي سكنت البحرين قبل الإسلام. البحرين في التاريخ الإسلامي دخلت البحرين الإسلام سلماً بعد وصول مبعوث النبي صلى الله عليه وسلم إليها عام 629م الموافق للعام السابع الهجري. وكان لأهل البحرين دورهم المذكور في حركة الفتوحات الإسلامية فأعانوا جيوش الدولة الإسلامية الناشئة بخبرتهم ومهاراتهم في الملاحة وركوب البحر. ويعتبر مسجد الخميس من أوائل المساجد التي بنيت في البحرين، حيث تقول عنه الرواية المحلية إنه بنى في عهد الخليفة الأموي الثامن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه (99-101هـ/ 717-720م). القرامطة والمغول عرف آخر القرن الهجري الثالث ثورة قادها أبو سعيد الحسن الجنابي وعرفت في التاريخ بثورة القرامطة. وقد احتل الجنابي مدينة هجر عاصمة البحرين آنذاك كما اتخذ مدينة الأحساء عاصمة دولته. وقد خاض القرامطة حروبا شرسة ضد الدولة العباسية وانتهت دولتهم بموت آخر الأعصم عام 976 م. وفي القرن السادس الهجري احتل جنكيز خان ملك المغول البحرين. وبعد مائة عام من حكم المغول الأول ظهر هولاكو واستولى على البحرين فيما استولى عليه من البلدان العربية. ثم تحررت البحرين بموته ليتولى عليها من جديد البرتغاليون. البرتغال والفرس حل البرتغاليون عام 1521 بشواطئ البحرين وقاموا بتحصين بعض موانئها من أجل تأمين طرق تجارتهم نحو الهند، ولم يخرجوا من تلك الموانئ إلا عام 1602 حين أجلاهم الفرس ليحتلوها هم بدورهم. ثم عاد الفرس إلى البحرين مرة أخرى واحتلوها من جديد في عهد نادر شاه فتصدت لهم القبائل العربية بزعامة آل خليفة وأخرجتهم منها عام 1783. واستنادا لهذه الفترة القصيرة من التاريخ كانت إيران تطالب بفرض سيادتها على البحرين إلى أن تخلت نهائيا عن هذه المطالب عام 1970. العمانيون والإنجليز وفي عام 1861 تعهد أمير البحرين بالامتناع عن الحرب والقرصنة وتجارة العبيد مقابل الحماية البريطانية، كما كان تخوفه من التهديد الإيراني والتركي دافعا لإبرام اتفاقيته مع الإنجليز. وقد تم تجديد تلك الاتفاقية عام 1880 وعام 1892 فدخلت البحرين تحت الحماية البريطانية. جانب من مدينة المنامة عاصمة البحريننهاية الاحتلال البريطاني تأثرت البحرين كغيرها من الدول العربية بالوضع السياسي العام الذي تلا الحرب العالمية الثانية، فقد أجريت انتخابات بالبحرين لاختيار أعضاء مجلس الصحة والتعليم في فبراير/ شباط 1956، وكانت ثاني انتخابات بعد انتخاب المجلس البلدي الذي تم عام 1919. كما تم في عهد الأمير سلمان عام 1958 التوقيع على اتفاقية بينه وبين الملك عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية تقضي بمشاركة البلدين في الأرباح الناتجة عن أي كشف بترولي في المنطقة البحرية.
وفي 16 ديسمبر/ كانون الأول 1961 تولى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة الحكم، وفي عهده تحققت بعض المنجزات منها:
تأسيس مجلس نقد البحرين عام 1964 وأصدر الدينار البحريني في أكتوبر/ تشرين الأول 1965.
افتتاح ميناء سلمان عام 1967.
تأسيس الحرس الوطني عام 1968.
بناء أول محطة أرضية للأقمار الصناعية 1969.
الاستقلال في أغسطس/ آب 1971 أعلن استقلال البحرين عن بريطانيا واستبدل الشيخ عيسى بلقب حاكم البحرين لقب أمير البحرين، لتصبح بلاده منذ ذلك التاريخ عضوا في الأمم المتحدة وفي الجامعة العربية. كما عرفت البحرين في السنوات اللاحقة المصادقة على الدستور (6 ديسمبر/ كانون الأول 1973) وتشكيل المجلس الوطني (ديسمبر/ كانون الأول 1973). في عام 1999 توفي الشيخ عيسى بن سلمان وخلفه ابنه وولي عهده الشيخ حمد بن عيسى الذي تشهد البلاد حاليا في عهده بعض التغييرات السياسية المهمة باتجاه الديمقراطية والانفتاح السياسي. وبدأت هذه التغييرات بميثاق العمل الوطني الذي أجري عليه استفتاء عام يومي 14 و15 فبراير/ شباط 2001، تلاه تعديل الدستور وإصداره في صيغة جديدة في فبراير/ شباط 2002 تم معها تغيير اسم الدولة إلى مملكة البحرين. كما أجريت بناء على الدستور الجديد انتخابات بلدية في مايو/ أيار الماضي، تليها انتخابات برلمانية يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.